جائزة لوريال اليونسكو تكرم مغربيات لأبحاثهن الاستثنائية في مجال العلوم | علوم
التزمت مؤسسة لوريال منذ 1998 بمنح الباحثات المزيد من الوسائل لتحقيق التميز العلمي، وساهمت في تقديم المساعدة لأكثر من 3900 باحثة، وتتويج 122 فائزة من أكثر 110 دول.
في تتويج جديد في مجال العلوم، تم تتويج 3 باحثات مغربيات ضمن برنامج “من أجل النساء في مجال العلوم.. المواهب الشابة المغاربية 2022” -تحت إشراف مؤسسة لوريال (fondation.loreal) بشراكة مع منظمة اليونسكو (unesco) في دورته الثامنة- في حفل جرى يوم 25 مارس/آذار الماضي بمدينة الدار البيضاء.
ويهدف برنامج “من أجل النساء في مجال العلوم-المغرب العربي” حسب البيان الصحفي لمجموعة لوريال ومنظمة اليونسكو (غير منشور ويتوفر موقع الجزيرة على نسخة منه) إلى تشجيع مشاركة الشابات في مجال العلوم، كما يروم تكريمهن نظير جودة أبحاثهن ومساعدتهن وتشجيعهن على مواصلة مسار مهني متميز في مجال العلوم.
خلال هذه السنة، تم تقديم المنح إلى 3 باحثات مغربيات، وهن هاجر الأهنيدي باحثة في مجال العلوم البيولوجية من جامعة محمد الخامس بالرباط، سماح لعلج باحثة في مجال علوم الأرض والبيئة من جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، إحسان التجكاني باحثة في مجال العلوم البيولوجية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان.
كما تمت مكافأة باحثتين تونسيتين وهما، حنان فيلالي باحثة في مجال علوم الأرض والبيئة بجامعة قرطاج، روعة لاجنف باحثة في العلوم البيولوجية بجامعة صفاقس.
تشجيع الشابات في مجال العلوم
يكافئ هذا البرنامج 5 شابات من المغرب العربي وهن باحثات موهوبات في المجالات التالية: علم الأحياء، الكيمياء الحيوية، علم الوراثة، علم وظائف الأعضاء، التكنولوجيا الحيوية، علم البيئة والكيمياء المطبقة على الحياة.
تقول الأهنيدي للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني “الحصول على جائزه لوريال للنساء في العلوم دليل على التألق الدراسي والبحثي للمتوجات، ويمكنني القول إن هذا سيمكنني من الحصول على فرصة أخرى وسيفتح لي المجال للقيام بمزيد من الأبحاث”.
وبدورها تقول لعلج بعد التتويج في حديث للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني “هذه المنحة ستمكنني من تطوير مشروع البحث في ظروف أفضل من خلال المشاركة في مجموعة من التدريبات والمؤتمرات الدولية، وبالتالي مقابلة الخبراء والاستفادة من خبرتهم فيما يتعلق بالابتكار في مجال الطاقات المتجددة”.
بينما تقول التجكاني للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني حول ذات الجائزة “أعتبرها حقيقة محفزا لي من أجل الاستمرار في البحث العلمي”.
تتويجات محلية ودولية سابقة
وإضافة إلى تتويجهن بجائزة لوريال للعلوم، فقد حصلت الباحثات المغربيات على جوائز دولية مهمة طيلة مسارهن العلمي، حيث حصلت لعلج على منحة التميز الدراسي المقدمة من طرف المركز الوطني للبحث العلمي والتقني بالمغرب، وعلى جائزة أفضل تقديم للمشروع البحثي خلال مؤتمر دولي حول هندسة الطاقات المتجددة والبيئة.
أما الأهنيدي فقد حصلت على منحة فولبرايت (Fulbright) من الحكومة الأميركية التي خولتها قضاء سنة كاملة في دارتموث كوليدج (Dartmouth Collge) حيث تعلمت الكثير من التقنيات الحديثة في مجال الأبحاث الحيوية والمراحل الأولية لتطوير الأدوية المضادة للسرطان، كما حصلت سنة 2020 على منحة الحكومة السويسرية للتألق التي خولتها قضاء سنة من البحث العلمي في جامعة جنيف.
في حين حصلت التجكاني على جائزة اليونسكو الدولية لسنة 2019 والتي تمنح لـ 5 باحثين على الصعيد العالمي يشتغلون في موضوع محميات المحيط الحيوي، كما حصلت سنة 2020 على جائزة العمل الأكثر إلهاما من بين أكثر من 400 عمل، خلال مشاركتها في ملتقى علمي دولي في “مونتينيغرو” (الجبل الأسود شرق أوروبا).
فرصة لتنفيذ مشاريع البحوث
ويهدف برنامج “لوريال- يونسكو للنساء في العلوم” إلى تشجيع الشابات على ممارسات مهنية في مجال العلوم، وستحصل كل موهبة شابة متوجة بهذا البرنامج على منحة بقيمة 10 آلاف يورو، ستساعدهن على تنفيذ مشاريعهن العلمية لما بعد الدكتوراه.
تقول لعلج “من خلال منحة جائزة لوريال للعلوم سأتمكن من تطوير المشروع البحثي من خلال برامج رقمية أخرى لتعميق البحث حول كيفية تحسين مردود ونجاعة طاقة الرياح”.
ويهدف مشروع لعلج إلى تحسين مردودية محركات طاقة الرياح من خلال دراسة القوى المطبقة عليها، وذلك باستعمال وتطوير برنامج رقمي جديد، وتعتبر هذه الطريقة الجديدة والبسيطة مفيدة للغاية للتطبيقات الهندسية لأنها تستخدم موارد ووقت حساب أقل من الطريقة التجريبية.
من جهتها تقول الأهنيدي “سأستعمل منحة لوريال للمشاركة في ملتقيات دولية حيث ستتاح الفرصة لتقديم أبحاثي أمام المجتمع العلمي الدولي، وهذا سيمكنني من بناء علاقات وشراكات دولية في ميادين مختلفة ستخولني مواصلة البحث في مجال سرطان المثانة وتحصيل نتائج مهمة يمكن نقلها إلى التجارب السريرية”.
ومن خلال الأبحاث التي أجرتها في المركز الوطني للطاقة للعلوم والتقنيات النووية بالرباط على عينات مأخوذة من سرطان المثانة من مرضى مغاربة، تمكنت الأهنيدي من تحديد بعض التغيرات الجينية والفوق جينية التي يمكن أن يكون لها دور في ظهور وتطور سرطان المثانة والتي يمكن أيضا أن تشكل أهداف علاجية في إطار ما يسمى التطبيب المُشخِّص لمرضى السرطان.
وتقول التجكاني “هذه الجائزة سوف تمكننا، إن شاء الله، من التعمق أكثر في الشق الجيني لهذا النوع (شجر الكستناء) حتى يتسنى لنا دمجه في الخريطة الجينية العالمية، وكذا نشر أبحاثنا في مجلات علمية ذات صدى دولي كبير”.
وتشتغل هذه الباحثة في مشروع بحثها على شجر “الكستناء” وهو جنس من الأشجار التي تنتمي للفصيلة البلوطية، معروف شمال المغرب، يقاوم التغيرات المناخية بنجاح، غير أنها حاليا تعاني الإهمال، وتعد هذه الدراسة الأولى على الصعيد الوطني في هذا المجال.
يشار إلى أن برنامج “من أجل النساء في العلوم” تسهر عليه لجنة تحكيم دولية، في إطار شراكة بين لوريال اليونسكو، حيث التزمت مؤسسة لوريال منذ 1998 بمنح الباحثات المزيد من الوسائل لتحقيق التميز العلمي، وساهمت في تقديم المساعدة لأكثر من 3900 باحثة، وتتويج 122 فائزة من أكثر 110 دول.